رسالة إلى السيدين.... هاني فحص ومحمد الأمين.
د.نسيب حطيط
أظن انكما اردتما الحق فأخطأتماه ،واميزكما عن الذين ارادوا الباطل فأصابوه ،لكنهم سيهزمون وإن طالت الحرب وغلت ألأثمان ،فنصرة المظلوم واجب ،والرؤيا بعينين إثنتين تنقذ الشاهد من العور السياسي والإبتعاد عن الشبهة والضبابية.
بعد السلام والتحية
أتوجه برسالتي إلى السيدين هاني فحص ومحمد حسن الأمين،اللذين عرفت أحدهما عن قرب(السيد هاني)والآخر عن بعد،وعرفت عنهما التموضع في خندق الدفاع عن القيم الوطنية والقومية ، سواء مع فتح أو الأحزاب القومية، بعيدا عن الأحزاب والتيارات الإسلامية وفي موقع الإنفتاح والحوار وإحترام الآخر من منطلق ديني وإنساني،ولم أعرف أنكما وقعتما في فخ المخططات الأميركية والإسرائيلية تبعية أو تأييدا ،وأعرف أن أحدكما يعتقد بأن أحزاب ومؤسسات طائفته قد ظلمته، وأنه عاد إليها فلم تحتضنه أو ترد عنه حر الصيف وبرد الشتاء ومنعت عنه وظيفة يرى نفسه أنه أحق بها من بعض(الفراخ الصغار )من قضاة أو مفتين لإسترضاء أبائهم او اقاربهم .
لقد قرأت بيانكما الإعلامي لنصرة ما يسمى (الثورة السورية ) التي تدعوان لها بالنصر، واستغربت منكما مضمون هذا البيان وأطرح عليكما بعض الأسئلة:
- هل تعهد لكما أحد من التكفيرين في المعارضة السورية،بتأمين فتوى تستثنيكما من فتاوى إبن تيمية وأتباعه القائلة بأنكما كافران يجب قتلكما لأنكما من الشيعة(الروافضة)والأفضل ذبحا كما في سوريا ؟
- لقد استنكرتما ما يقوم به النظام من قتل ودمار،ولكن ألم تسمعا وتشاهدان ما يقوم به المسلحون من ذبح وإغتصاب وتدمير وإعدام جماعي ،كما صرح جزار حمص(أبو رامي)وكتيبة الدفن ، ألاتستدعي العدالة والدين أن تستنكرا ما يقوم به المسلحون أيضا... بدل الدعاء لهم بالنصر!
- هل أصدرتما بيانا خاصا لنصرة الثورة في البحرين(السلمية بإمتياز) والمظلومة ،والتي دمر النظام مساجدها واعتقل نسائها وأطفالها ،فهل خصصتما شيئا لمطالب السعوديين المضطهدين؟
- هل أنتما مع الثورة السورية المتعددة الجنسيات،المدعومة من أميركا والغرب ودول الخليج والتي صرحت إحدى شخصياتها بسمة قضماني، بأنها تحتاج إلى إسرائيل،والتي شككت في القرآن الكريم وصدق آياته؟
- هل أنتما مع الثورة السورية التي تخطف الزوار اللبنانيين والإيرانيين الأبرياء ، لأنهم شيعة وتأخذهم كرهائن وللمتاجرة بحريتهم لإشعال الفتنة للظهور الإعلامي ؟
- هل أنتما مع الثورة السورية المزعومة،التي تقتل المسيحيين وتهجرهم من منطلق عقائدي تكفيري،مع أن المسيحيين السوريين لم يحملوا السلاح ولم يقوموا بأي عمل ضد الثورة.
- هل أنتما مع السيارات المفخخة للثورة السورية في أسواق دمشق لقتل الأبرياء وإذا كان العسكريون مستهدفون فهل يجوز قتل الأبرياء كما في العراق.
- هل أنتما مع تركيا المتحالفة مع إسرائيل والتي استعمرت بلادنا أربعة قرون وقتلت الشيعة والمسيحيين ،والآن تعود كعضو في الناتو لنشر الديمقراطية و تقصف الأكراد وتمنع العلويين من ممارسة عقائدهم؟
أليس غريبا وأنتما من أصحاب الخيرة والمعرفة والثقافة،أن تقعا في فخ التضليل الإعلامي والفبركات، ألا يمكنكما إستنباط الشبهة والشك في هذه الثورة المزعومة من خلال معرفة من يدعمها.
فهل أميركا حريصة على الديمقراطية وحرية الرأي والتعددية السياسية ؟
هل الملوك والأمراء في الخليج يؤمنون بالديمقراطية والتعددية السياسية وضد حكم العائلات.
هل أن فرنسا التي قسمت مع الإنكليز وطننا العربي،حريصة على الديمقراطية وهي التي قتلت أكثر من مليون جزائري؟
أنا مع ضرورة النقاش لموقف الطائفة ضمن حراك عقائدي وسياسي لتصويب الخطأ في حال وجوده،ومع نصرة المظلوم الباحث عن الحق والعدالة،وضرورة مبادرة الثنائية الشيعية والمجلس الشيعي خصوصا وفق منهجية الإمام الصدر ،لحوار مع النخب الشيعية وعدم الإقصاء ، لما فيه مصلحة الوطن والأمة ومكوناتها .فالفتنة ستحصد الجميع فلنحاصرها جميعا .
مع دعائي أن يهدينا الله وأياكم سواء السبيل.